[frame="1 80"]
بيني وبين حكيم
سألت حكيما يوما قائلا : من أسوأ الناس حالاً ؟
قال : من قويت شهوته .. وبعدت همته.. وقصرت حياته .. وضاقت بصيرته
فقلت : بم ينتقم الإنسان من عدوه.....؟
فقال : بإصلاح نفسه
سألته : ما السخاء ...... ؟
فقال : أن تكون بمالك متبرعاً، ومن مال غيرك متورعاً .
قلت يرحمكالله : كيف أعرف صديقي المخلص .....؟
فقال : أمنعه ..وأطلبه..فإن أعطاك ..فذاك هو ,..وإن منعك..فالله المستعان!
قلت :ماذا تشتهي .....؟
فقال : عافية يوم !
فقلت له : ألست في العافية سائر الأيام ...؟
فقال :العافية أن يمر يوم بلا.. ذنب.
قلت فمن الرجال
قال الحكيم : الرجال أربعة : جواد و بخيل و مسرف و مقتصد
فالجواد : من أعطى نصيب دنياه لنصيبه من آخرته.
والبخيل : هو..الذي لا يعطي واحداً منهما نصيبه .
والمسرف : هو الذي يجمعهما لدنياه.
والمقتصد: هو الذي يعطي كل واحده منهما نصيبه
قال أأزيدك ؟؟ قلت نعم
فقال : أربعة حسن ولكن أربعة أحسن !
الحياء من الرجال..حسن، ولكنه من النساء..أحسن .
والعدل من كل انسان..حسن، ولكنه من القضاء والامراء..أحسن .
والتوبة من الشيخ ..حسن، ولكنها من الشباب..أحسن .
والجود من الأغنياء..حسن.. ولكنه من الفقراء..أحسن .
قال بني: إذا سألت كريماً .... فدعه يفكر....فإنه لا يفكر إلا في خير.
وإذا سألت لئيماً.. فعجله.. لئلا يشير عليه طبعه ..أن لا يفعل !
قلت له : الأغنياء أفضل أم العلماء ...... ؟
فقال : العلماء أفضل .
فقلت له : فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء . ولا نرى الأغنياء يأتون أبواب العلماء..؟
فقال : لأن العلماء عرفوا فضل المال ، والأغنياء لم يعرفوا فضل العلم!
قال أي بني : الناس في الخير أربعة : فمنهم من يفعله .. ابتداء، ومنهم من يفعله .. إقتداء .
ومنهم من يتركه .. حرماناً ، ومنهم من يتركه .. استحساناً .
فمن يفعله ابتداء ....... كريم!
ومن يفعله اقتداء ....... حكيم !
ومن يتركه استحساناً ...... غبي!
ومن يتركه حرماناً ........ شقي !
قلت له : لو عرفنا قدرك ما تنحينا عن جنبك
لا اله الا انت اني كنت من الظالمين
[/frame]